شعر / عبد الحافظ السيد / مصر
بَـيْـنِـيْ وبَـيْـنَـكِ يَـا قُـدْسَـاهُ أسْــوَارُ
مَـكْـرُ ضَــرُوْسٌ وطُـغْـيَـانٌ وأشْــرَارُ

بَـيْـنِـيْ وبَـيْـنَـكِ نَــيْــرَانُ مُـؤَجَّـجَـةٌ
فِيْ القَلْبِ جَـمْـرٌ وبُـرْكَـانٌ وإعْـصَـارُ

بَـيْـنِـيْ وبَـيْـنَـكِ أهْـــوَالٌ مُـزَلْــزِلَــةٌ
جُــبْــنٌ مُــذِلُّ ، وإذْعَــانٌ وفُـــرَّارُ

القُـدْسُ تُـدْمَـيْ ، وأقْصَـانَـا يُـقَـيِّـدُهُ
بِـالـنَّـارِ والـحِـقْــدِ طَـاغُـوْتٌ وجَـبَّـارُ

فِيْ كُلِّ حَيٍّ هُنَا فِيْ القُـدْسِ مَذْبَحةً
تُدْمِيْ الأبِيَّ لـهَـا فِيْ القَـلْـبِ مِسْعَـارُ

القُـدْسُ تَشْكُوْ وجُنْدُ العُـرْبِ عُدَّتُـهُمْ
عَـزْمٌ كَـسِـيْـحٌ بَـلِـيْـدُ الـحِـسِّ خَـوَّارُ

يَوْمَاً تَذُوْقِيْنَ كَأسَ الـيُتْـمِ فِيْ زَمَنٍ
لا القَـوْمُ تَفْدِيْ ، ولا الأحْـرَارُ أحْـرَارُ

تَسْعَىْ المَنَـايَا بِأرْضِ القُدْسِ سَافِرَةً
تَـرْمِـيْ بِـمَـكْــرٍ لـهَـا كَـيْـدٌ وإنْـذَارُ

تَسْعَى بِحِقْـدٍ إلَى الأحْـلامِ بَـاطِشَـةً
وَحْـشَـاً أكُــوْلاً لَـهُ نَـابٌ وأظْـفَــارُ

لَكِنِّهَـا القُدْسُ فِيْ الوَجْدَانِ مَلْحَمَـةٌ
زَادُ الـمَـعَـالِـيْ لـنَـا بـِالـعَـزْمِ فَـوَّارُ

فِي القُدْسِ جِيْلٌ مِنِ الإيْمَانِ مُنْطَلِقٌ
غَــرْسُ الـفِــدَاءِ لَـهُ بَـأسٌ ومِـغْــوَارُ

جِـيْـلٌ أبِـيٌّ صَــلَاحُ الـدِّيْـنِ قُـدوَتُـهُ
والـلَّـــهُ غَـايَـتُــهُ ، بـِالـحَـقِّ بَــتَّـارُ

جِـيْـلٌ تَـكَـحَّـلَ بالإقْـدَامِ مُـتَّـقِـدَاً
والظُّـلْـمُ عِنْدَ شَـفَـا الإقْـدَامِ يَـنْـهَـارُ

المَجْدُ لِلقُدْسِ والأقصـى وشِرعَتِنَا
لـلـصَّـامِـديْـنَ لَـهُـمْ عَــزْمٌ وإصِــرارُ

مَنْ رَامَ مَجدَاً هُنَا فِيْ القُدْسِ مَوْطِنُهُ
مِنْ بَـطْـنِـهَـا يُولَـدُ الأطْـهَـارُ والـغَـارُ

مَهْدُ النَّـقَـاءِ تُضِيْئُ النَّفْسَ بَسْمَـتُـهَـا
قُدْسِيْ لـهَـا فِي عُيُوْنِ الخَلْقِ إبْـهَـارُ

أمُّ الـمَـدَائــن لـلـطُّـغْــيَــانِ مَـقْــبَـرَةٌ
مَأوَىْ الرِّجَالِ لهَا فِي القَـلْـبِ إكْـبَـارُ

الـلَّــهُ أكْـبَــرُ إنَّ الـقُــدْسَ مُـنْـتَـصِـرٌ
نَـصْـرَاً عَـزيْـزَاً وفِيْ الـقُـرآنِ إخْـبَـارُ